الذهب يتجه نحو أفضل أداء سنوية منذ أربع عقود | تحليل شامل لتوقعات أسعار الذهب 13 نوفمبر

حركة السعر الفنية والدعم المتوقع

يتراجع الذهب حاليًا إلى نطاق التصحيح البسيط بعد ارتفاع حاد استمر أربعة أيام متتالية، حيث يتداول السعر الآن عند 4,209 دولارات للأونصة بعد أن لامس 4,219 دولارًا. هذا التراجع لا يعكس ضعفًا في الاتجاه العام، بل هو مرحلة طبيعية لجني الأرباح قبل محاولة قيمة جديدة لاختراق مستويات أعلى.

على الرسم البياني، يشير مؤشر RSI إلى قراءة 73 نقطة، أي في منطقة تشبع شرائي حاد، الأمر الذي ينبئ بتصحيح محتمل قصير المدى. لكن طالما ظل السعر فوق دعم 4,046 دولار، فإن الاتجاه الصاعد يبقى سليمًا على الأساس الفني.

مستويات الدعم المهمة:

• 4,046 دولار: دعم أساسي تحول من مقاومة سابقة
• 3,980 – 3,928 دولار: نطاق دعم حيوي شكل نقطة انطلاق الموجة الأخيرة
• 3,850 دولار: دعم ثانوي في حال التصحيح الموسع

مستويات المقاومة المتوقعة:

• 4,220 دولار: مقاومة فرعية بالقرب من الأسعار الحالية
• 4,300 دولار: حاجز نفسي وفني مهم
• 4,380 دولار: أعلى مستوى قصير الأمد ومختبر حاسم للاتجاه الصاعد

السياق الاقتصادي وراء قوة الذهب

يعود الزخم الإيجابي للذهب إلى مجموعة من العوامل المتشابكة. أولًا، انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي الأطول في التاريخ (الذي بدأ مطلع أكتوبر) خلق حالة من التفاؤل الحذر، لكن استمرار القلق من تداعيات الجمود الإداري على النمو الاقتصادي ظل مسيطرًا على نفسية الأسواق.

ثانيًا، الانقطاع عن صدور بيانات التضخم والتوظيف الحيوية لمدة ستة أسابيع كاملة ترك فراغًا معلوماتيًا كبيرًا. هذا الغموض عزز الطلب على أصول الملاذ الآمن، وفي مقدمتها الذهب، لأن المستثمرين يفضلون التحوط من المفاجآت الاقتصادية المحتملة.

ثالثًا، تعزيز التوقعات بخفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. بحسب استطلاع رويترز، يتوقع نحو 80% من الخبراء خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر، وهذا يقلل جاذبية الأصول المدرة للفائدة ويعزز الذهب كبديل استثماري.

رابعًا، استمرار ضعف الدولار أمام سلة العملات الرئيسية، حيث أن الذهب مقيم بالدولار، فضعف العملة يرفع الأسعار تلقائيًا.

دور البنوك المركزية وتحولات أعمق في النظام المالي

لا يقتصر الطلب على الذهب على المتداولين الأفراد أو المؤسسات المالية. البنوك المركزية العملاقة، وخاصة الصين والهند وتركيا، تستمر في تعزيز احتياطاتها من المعدن الأصفر. هذا الشراء الرسمي يعكس تحولًا استراتيجيًا أعمق: سعي الدول لتقليل اعتمادها على الدولار والأصول الأمريكية وسط مخاطر جيوسياسية متزايدة.

يوفر هذا الطلب المستمر وغير المضاربي قاعدة دعم صلبة للسوق، ويعطي الاتجاه الصاعد زخمًا طويل الأمد لا يعتمد على تقلبات المشاعر قصيرة الأجل. بعبارة أخرى، حتى لو حدث تراجع تصحيحي، فإن العمليات الشرائية من البنوك المركزية ستوفر حماية سعرية.

أداء شامل للمعادن النفيسة

لم تقتصر الحركة الإيجابية على الذهب وحده. الفضة صعدت بنسبة 1.4% لتتداول عند 54.15 دولارًا للأونصة، مقتربة من أعلى مستوياتها التاريخية بعد أن لامست القمة في 17 أكتوبر. هذا يعكس تزايد الاهتمام بالفضة كملاذ آمن إضافة إلى الطلب الصناعي من قطاعات الطاقة والتقنيات الحديثة.

البلاديوم حقق مكاسب متوازنة بنحو 0.8% عند 1,486 دولار، مدعومًا بتوقعات انتعاش الطلب من صناعة السيارات. البلاتين ظل أكثر استقرارًا، متحركًا بالقرب من 1,620 دولار مع مكاسب طفيفة هذا الأسبوع.

هذا الارتفاع الجماعي يشير إلى تحول في استراتيجيات المستثمرين: لم يعد الاهتمام مقتصرًا على الذهب وحده، بل اتجهت المحافظ نحو تنويع أفقي بين المعادن النفيسة المختلفة.

تحليل الأفق البعيد وتوقعات أسعار الذهب

حقق الذهب حتى الآن ارتفاعًا قاربت 60% منذ بداية 2025، موضعًا إياه على طريق تحقيق أفضل أداء سنوية منذ عام 1979، أي منذ أربع عقود تقريبًا. هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل نتج عن تضافر عوامل متعددة: تراجع التوقعات للنمو العالمي، وانجراف الثقة بالعملات الورقية، وتصاعد المخاطر الجيوسياسية، وتحول واضح نحو سياسات تيسيرية من البنوك المركزية.

استناداً إلى هذه الاتجاهات، بات العديد من المحللين الكبار يتحدثون عن أهداف طموحة لسعر الذهب قد تصل إلى 5,000 دولار للأونصة بحلول 2026، شريطة استمرار ضعف الدولار والطلب المؤسسي من البنوك المركزية.

رغم احتمالات التصحيحات قصيرة الأجل، يبقى الاتجاه العام طويل الأمد داعمًا. لقد تحول الذهب إلى أداة مفضلة لحماية الثروة في بيئة عالمية متزايدة التقلب والغموض.

الخلاصة والنقاط المراقبة الحرجة

الذهب في مرحلة توازن دقيقة بين عوامل إيجابية متعددة وضغوط تصحيحية قصيرة الأجل. المستثمرون الحكيمون يجب أن يراقبوا بعناية:

• الانهيار تحت 4,046 دولار: سيشير إلى ضعف محتمل في الزخم الصاعد
• اختراق فوق 4,380 دولار: سيؤكد استئناف الاتجاه الصاعد بقوة جديدة
• بيانات التضخم والتوظيف: عند صدورها، ستحدد مسار الفيدرالي والذهب معًا

المشهد يرجح استمرار الدعم للذهب على المدى الطويل، لكن الحذر من التصحيحات قصيرة الأجل ضروري. توقعات أسعار الذهب تشير إلى أن المستويات الحالية توفر فرصة جذابة للمستثمرين الذين يسعون للتحوط من عدم اليقين الاقتصادي المتزايد.