يقول الكثيرون إن سوق العملات الرقمية يفتقر إلى المال، لكن هذا خطأ. أقل شيء يفتقر إليه سوق العملات الرقمية هو المال — ما ينقص هو الأشخاص المستعدون لوقف الخسائر.

بقاءك هنا لفترة طويلة ستكتشف ظاهرة مؤلمة جدًا: حجم التداولات أرقام فلكية، لكن الأشخاص الذين يحققون أرباحًا هم دائمًا نفس القلة. المال لا يظهر من العدم، بل إن الخراف (الحمقى) يتجددون باستمرار.

عندما يأتي السوق الصاعد، يندفع المبتدئون بأفكار "الربح بين ليلة وضحاها"؛ وعندما يهبط السوق، يظل المخضرمون متمسكين بفكرة "استرداد رأس المال" ولا يرحلون. والنتيجة؟ السوق الذي يبدو مهيبًا وملحميًا، هو في الحقيقة مجرد سلسلة من عمليات قطع المشاعر — FOMO، الشراء عند القاع، الاستثمار الكلي، تعويض الخسائر، الصمود حتى النهاية، وتكرار نفس السيناريو.

تظن أنك تدرس الشموع اليابانية، أو الأساسيات، أو المنطق، لكن في الحقيقة أنت فقط توفر السيولة للآخرين بشكل مستمر. معظم الناس يخسرون أموالهم، ليس لأنهم غير أذكياء، بل لأنهم في المكان الخطأ — يقفون في السلسلة الغذائية المصممة لاصطيادهم.

الـKOLs مسؤولون عن تمجيد الآلهة، والمشاريع تعد بوعود كبيرة، والبورصات تستفيد من الرسوم، والمستثمرون الأفراد؟ يكررون عملية الاستلام، ويكررون الدفع. وأقسى ما في سوق العملات الرقمية هو هنا: يجعل الناس العاديين يرون أمل "أنا أيضًا يمكن أن أحقق ثروة"، وفي الوقت نفسه لا يخبرك أبدًا — أن احتمالية كبيرة أنك ستكون الثمن الذي يدفعه الآخرون لتحقيق الثروة.

لذا، على من يبقى في سوق العملات الرقمية أن يطرح ثلاثة أسئلة: هل أنت خروف؟ وما الذي يمنعك من أن تكون كذلك؟ وإذا كنت كذلك، فمتى ستتمكن من الانسحاب بالكامل؟

هل هناك فرصة؟ السوق ليس خاليًا منها. لكنه لم يكن أبدًا شيئًا معدًا لمعظم الناس. إذا أردت أن تعيش لفترة أطول، عليك أن تتفهم هذه القصة جيدًا؛ وإذا لم تفهمها، فأنت ببساطة "حجم تداول" في الجولة القادمة من السوق.