توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي انقلبت فجأة، والحقيقة وراء هبوط الذهب بمقدار 24 دولارًا

الخميس شهد سوق المال كـ “دراما انعكاسية” كاملة، حيث وصل الذهب الفوري إلى أعلى مستوى له خلال ثلاثة أسابيع عند 4244.94 دولار/أونصة قبل أن ينخفض بشكل حاد ليغلق عند 4171.36 دولار/أونصة، مسجلاً تراجعًا بمقدار 23.90 دولار في يوم واحد. السبب الرئيسي لهذا الانخفاض المفاجئ ليس ببساطة إعادة تشغيل الحكومة، بل تغير دراماتيكي في توقعات السوق بشأن خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر.

توقعات خفض الفائدة تضر، والذهب يفقد دعمه

تحول موقف المتداولين تجاه خفض الفائدة تمامًا. وفقًا لأحدث البيانات، انخفض احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر الأخير للاحتياطي الفيدرالي إلى أقل من 50%، مقارنة بـ 62.9% في اليوم السابق، مما يمثل هبوطًا حادًا. هذا التحول أصاب قلب الذهب مباشرة — لأن خفض الفائدة عادةً يدعم الذهب، واختفاء التوقعات يعني أن هذا الأصل فقد دعمه الرئيسي.

عدد متزايد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يطلقون إشارات حذرة. قالت رئيسة بنك سان فرانسيسكو دالي إن بعد خفضين للفائدة، توازن المخاطر بين استقرار الأسعار وتحقيق التوظيف الكامل قد تحقق، ويجب أن يظل قرار معدل الفائدة في ديسمبر مفتوحًا. وقال رئيس بنك كليفلاند هاماك بشكل أكثر صراحة — إن السياسة النقدية يجب أن تظل عند مستوى يقلل من ضغوط التضخم، مما يشير إلى معارضته لمزيد من خفض الفائدة في الوقت الحالي. كما حذر رئيس بنك سانت لويس موساليم، أن المعدل الحالي قريب من المستوى المحايد، وإذا استمرت السياسة التيسيرية، قد يؤدي ذلك إلى تحفيز مفرط للاقتصاد.

عوامل متعددة تتضافر، والسوق تواجه عمليات بيع جماعية

بعد استئناف عمل الحكومة بعد توقف دام 43 يومًا، كان من المفترض أن يجلب ذلك استرخاءً، لكنه أدى بدلاً من ذلك إلى ظاهرة “الشراء على الشائعات، البيع على الأخبار”. قال تاجر المعادن المستقل تاي وونغ إن الأمر لا يقتصر على تعرض الذهب للبيع، بل إن المعادن الثمينة والأسهم والسندات والدولار وحتى العملات الرقمية تتعرض لضغوط. هذا هو رد فعل السوق النموذجي بعد إعادة فتح الحكومة.

تفاقم جني الأرباح أيضًا. كان الذهب قد شهد ارتفاعات متتالية خلال أيام التداول السابقة، والآن بعض المستثمرين يحققون أرباحهم مع التراجع. مع تراجع توقعات خفض الفائدة وتراجع الطلب على الملاذ الآمن، يفتقر الذهب إلى زخم صعودي.

شهد سوق الأسهم الأمريكية عمليات بيع عنيفة يوم الخميس، حيث تراجع توقع المستثمرين لمعدلات الفائدة بشكل كبير. انخفض مؤشر داو جونز بمقدار 797.6 نقطة (بنسبة 1.65%)، وتراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.66%، وتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 2.29%. جميع المؤشرات الثلاثة سجلت أسوأ أداء ليوم واحد منذ 10 أكتوبر، مع تركيز السوق على ضغوط التقييمات المرتفعة وتوقعات تحويل العوائد من استثمارات الذكاء الاصطناعي.

البيانات الاقتصادية في فترة غياب، وتقلبات السوق ستستمر

يعكس قلق خوان بيريز، مدير التداول في شركة Monex USA في واشنطن، الواقع الحقيقي للسوق: على الرغم من انتهاء توقف الحكومة، إلا أن البيانات الاقتصادية الرئيسية لشهري سبتمبر وأكتوبر لا تزال قيد الإصدار، مما يترك السوق بدون أساس إحصائي موثوق. هذا يعني أن حالة التقلبات العالية في السوق قد تستمر حتى يتم إصدار البيانات الاقتصادية الكاملة مرة أخرى.

الجانب الفني قد يخلق أدنى جديد

من الناحية الفنية، أشار محلل FXStreet كريستيان بورخون فالنسيا إلى أن الاتجاه الصاعد للذهب لم يُكسر بعد، لكن إذا لم يتمكن السعر من الثبات فوق 4200 دولار، فإن ضغط الشراء يتراجع. مؤشر القوة النسبية (RSI) يقارب مستوى أفقي، مما يدل على تراجع الزخم الصعودي.

بمجرد أن ينخفض سعر الذهب دون 4200 دولار/أونصة، ستتم إزالة عوائق البيع، وقد يهبط السعر إلى 4100 دولار/أونصة. وإذا انخفض أكثر دون المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 يومًا (SMA) عند 4074 دولار/أونصة، فإن الدعم التالي سيكون عند أدنى مستوى في 28 أكتوبر عند 3886 دولار/أونصة.

الخسارة الكبيرة في الذهب ليست مجرد تصحيح فني، بل هي تحول جذري في فهم السوق لمستقبل السياسة النقدية. في ظل تردد الاحتياطي الفيدرالي واستمرار تعافي البيانات الاقتصادية، قد تكون هذه الانخفاضات في الذهب مجرد مقدمة.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت