شهد معدن الملوك حركة صاعدة لافتة خلال 2025، حيث لامس سعر الذهب مستوى 4381 دولار للأوقية في أكتوبر الماضي، قبل أن يشهد تراجعاً تصحيحياً ليغلق بالقرب من 4065 دولار في نوفمبر 2025. هذا التذبذب أثار نقاشاً كثيفاً بين المحللين حول مسار الأسعار المتوقع في السنة القادمة، وما إذا كان المعدن الأصفر قادراً على اختراق حاجز 5000 دولار.
متوسط سعر الذهب خلال عام 2025 بلغ نحو 3455 دولار للأوقية، مدفوعاً بطلب استثماري غير عادي وزيادة ملحوظة في شراء البنوك المركزية العالمية. الطلب على صناديق الذهب المتداولة (ETFs) وحدها وصل إلى 472 مليار دولار بنهاية الربع الثالث، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 6% عن الفترة السابقة.
العوامل الرئيسية الدافعة للأسعار
الطلب الاستثماري المتصاعد
سجّل الطلب الإجمالي على الذهب في الربع الثاني من 2025 حوالي 1249 طناً، بارتفاع 3% سنوياً، والأهم أن القيمة قفزت بمعدل 45% لتصل إلى 132 مليار دولار. استثمر حوالي 28% من المستثمرين الجدد في الأسواق المتقدمة في الذهب للمرة الأولى العام الماضي، مستفيدين من الضغط التضخمي والقلق الاقتصادي العام.
دور البنوك المركزية العالمية
ارتفعت نسبة البنوك المركزية التي تمتلك احتياطيات ذهبية من 37% في 2024 إلى 44% حالياً. الصين وحدها أضافت أكثر من 65 طناً خلال النصف الأول من 2025، مواصلة انتشاءها لفترة 22 شهراً متتالي. هذا الاتجاه يعكس رغبة استراتيجية في التنويع بعيداً عن الدولار الأمريكي وتقليل التعرض للعملات المشفرة المتقلبة.
عدم التوازن بين العرض والطلب
بلغ الإنتاج القياسي من المناجم 856 طناً في الربع الأول من 2025، بزيادة طفيفة بنسبة 1% فقط سنوياً، لكنها غير كافية لسد الطلب المتزايد. انخفض الذهب المعاد تدويره بنسبة 1% حيث يفضل المستثمرون الاحتفاظ بحيازاتهم توقعاً لمزيد من الارتفاعات. هذا النقص في العرض يشكل ضغطاً تصاعدياً محتملاً للأسعار.
السياسات النقدية والفائدة
خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر 2025، ليصل إلى النطاق 3.75-4.00%. الأسواق تسعّر خفضاً إضافياً آخر بحلول ديسمبر 2025. توقعات “بلاك روك” تشير إلى أن سعر الفائدة قد ينخفض إلى 3.4% بحلول نهاية 2026، وهو ما سيقلل من تكلفة الفرصة على الذهب كأصل لا يدر عوائد.
الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية
النزاعات التجارية الصينية الأمريكية وتوترات الشرق الأوسط رفعت الطلب على الملاذات الآمنة بنسبة 7% سنوياً. الديون العالمية المتفاقمة (تجاوزت 100% من الناتج المحلي الإجمالي) وحالة عدم اليقين بشأن الاستقرار المالي دفعت 42% من صناديق التحوط الكبرى لتعزيز مراكزها في المعدن الأصفر.
توقعات الأسعار لعام 2026
كبرى بنوك الاستثمار لا تتفق على رقم واحد بدقة، لكن التوقعات تتمحور حول نطاق محدد:
بنك HSBC يتوقع وصول الذهب إلى 5000 دولار في النصف الأول من 2026، مع متوسط سنوي قدره 4600 دولار. البنك يستند على استمرار المخاطر الجيوسياسية والطلب الاستثماري الجديد.
بنك أوف أمريكا رفع مستهدفه إلى 5000 دولار كذروة محتملة، مع متوسط 4400 دولار للعام، لكنه حذّر من تصحيحات قصيرة الأجل محتملة عند جني الأرباح.
غولدمان ساكس عدّل توقعاته إلى 4900 دولار للأوقية، معتمداً على تدفقات قوية إلى صناديق الذهب المتداولة واستمرار عمليات شراء البنوك المركزية.
بنك جيه بي مورغان يتوقع وصول الأسعار إلى حوالي 5055 دولار بحلول منتصف 2026.
النطاق الأكثر تكراراً بين المحللين يمتد بين 4800 و5000 دولار كقمة محتملة، مع متوسط سنوي بين 4200 و4800 دولار.
المسارات البديلة والمخاطر
سيناريو التصحيح
بنك HSBC حذّر من احتمال تصحيح هابط قد يستهدف 4200 دولار في النصف الثاني من 2026 إذا بدأ المستثمرون جني الأرباح، لكنه استبعد هبوطاً دون 3800 دولار إلا في حالة صدمة اقتصادية كبرى.
اختبار المصداقية السعرية
غولدمان ساكس أشارت إلى أن استمرار الأسعار فوق 4800 دولار قد يضع السوق أمام تحديات تتعلق بضعف الطلب الصناعي الحقيقي.
دعم تكنولوجي قوي
محللو جيه بي مورغان ودويتشه بنك يجمعان على أن المعدن الأصفر دخل منطقة سعرية جديدة يصعب كسرها للأسفل بسبب تحول استراتيجي عميق في نظرة المستثمرين إليه كأصل طويل الأجل.
توقعات أسعار الذهب الإقليمية
في مصر، توقعات الأسعار تشير إلى احتمالية وصول السعر إلى حوالي 522,580 جنيهاً مصرياً للأوقية بحلول 2026، أي بارتفاع 158% عن مستويات الأسعار الحالية.
في السعودية، إذا تحقق السيناريو الطموح بوصول الذهب إلى 5000 دولار للأوقية، فقد يعادل ذلك حوالي 18,750 إلى 19,000 ريال سعودي بسعر صرف ثابت.
في الإمارات، الترجمة المماثلة قد توصل إلى نطاق 18,375 إلى 19,000 درهم إماراتي للأوقية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه التوقعات تعتمد على استقرار أسعار الصرف واستمرار الطلب العالمي.
التحليل التقني للصورة القصيرة
على الإطار اليومي، يُظهر الذهب دعماً قوياً عند 4000 دولار. كسر هذا المستوى بإغلاق يومي واضح قد يستهدف 3800 دولار (مستوى 50% من تصحيح فيبوناتشي).
من الأعلى، 4200 دولار يمثل أول مقاومة، وكسره يفتح الطريق نحو 4400 دولار ثم 4680 دولار.
مؤشر القوة النسبية (RSI) يستقر عند 50، مشيراً إلى حالة حياد تام في السوق دون ميل واضح. مؤشر MACD يبقى فوق الصفر، ما يؤكد الاتجاه الصعودي العام.
التوقع التقني يميل نحو استمرار التداول في نطاق عرضي مائل للصعود بين 4000 و4220 دولار على المدى القريب، مع الحفاظ على الصورة الإيجابية طالما ظل السعر فوق خط الاتجاه الرئيسي.
الخلاصة
سعر الذهب في 2026 سيعتمد على توازن دقيق بين عوامل متعددة. استمرار الضعف النسبي للدولار، انخفاض العوائد الحقيقية، والشراء المستمر من البنوك المركزية كلها عوامل تدعم الارتفاع المستهدف نحو 5000 دولار. لكن احتمالات تحقق التضخم وعودة الثقة للأسواق قد تحول دون الوصول إلى تلك المستويات الطموحة، مما قد يحصر الأسعار في نطاق أقل طموحاً.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
هل ينتظر الذهب مستويات قياسية في 2026؟ توقعات السعر والعوامل المؤثرة
واقع السوق الحالي
شهد معدن الملوك حركة صاعدة لافتة خلال 2025، حيث لامس سعر الذهب مستوى 4381 دولار للأوقية في أكتوبر الماضي، قبل أن يشهد تراجعاً تصحيحياً ليغلق بالقرب من 4065 دولار في نوفمبر 2025. هذا التذبذب أثار نقاشاً كثيفاً بين المحللين حول مسار الأسعار المتوقع في السنة القادمة، وما إذا كان المعدن الأصفر قادراً على اختراق حاجز 5000 دولار.
متوسط سعر الذهب خلال عام 2025 بلغ نحو 3455 دولار للأوقية، مدفوعاً بطلب استثماري غير عادي وزيادة ملحوظة في شراء البنوك المركزية العالمية. الطلب على صناديق الذهب المتداولة (ETFs) وحدها وصل إلى 472 مليار دولار بنهاية الربع الثالث، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 6% عن الفترة السابقة.
العوامل الرئيسية الدافعة للأسعار
الطلب الاستثماري المتصاعد
سجّل الطلب الإجمالي على الذهب في الربع الثاني من 2025 حوالي 1249 طناً، بارتفاع 3% سنوياً، والأهم أن القيمة قفزت بمعدل 45% لتصل إلى 132 مليار دولار. استثمر حوالي 28% من المستثمرين الجدد في الأسواق المتقدمة في الذهب للمرة الأولى العام الماضي، مستفيدين من الضغط التضخمي والقلق الاقتصادي العام.
دور البنوك المركزية العالمية
ارتفعت نسبة البنوك المركزية التي تمتلك احتياطيات ذهبية من 37% في 2024 إلى 44% حالياً. الصين وحدها أضافت أكثر من 65 طناً خلال النصف الأول من 2025، مواصلة انتشاءها لفترة 22 شهراً متتالي. هذا الاتجاه يعكس رغبة استراتيجية في التنويع بعيداً عن الدولار الأمريكي وتقليل التعرض للعملات المشفرة المتقلبة.
عدم التوازن بين العرض والطلب
بلغ الإنتاج القياسي من المناجم 856 طناً في الربع الأول من 2025، بزيادة طفيفة بنسبة 1% فقط سنوياً، لكنها غير كافية لسد الطلب المتزايد. انخفض الذهب المعاد تدويره بنسبة 1% حيث يفضل المستثمرون الاحتفاظ بحيازاتهم توقعاً لمزيد من الارتفاعات. هذا النقص في العرض يشكل ضغطاً تصاعدياً محتملاً للأسعار.
السياسات النقدية والفائدة
خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر 2025، ليصل إلى النطاق 3.75-4.00%. الأسواق تسعّر خفضاً إضافياً آخر بحلول ديسمبر 2025. توقعات “بلاك روك” تشير إلى أن سعر الفائدة قد ينخفض إلى 3.4% بحلول نهاية 2026، وهو ما سيقلل من تكلفة الفرصة على الذهب كأصل لا يدر عوائد.
الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية
النزاعات التجارية الصينية الأمريكية وتوترات الشرق الأوسط رفعت الطلب على الملاذات الآمنة بنسبة 7% سنوياً. الديون العالمية المتفاقمة (تجاوزت 100% من الناتج المحلي الإجمالي) وحالة عدم اليقين بشأن الاستقرار المالي دفعت 42% من صناديق التحوط الكبرى لتعزيز مراكزها في المعدن الأصفر.
توقعات الأسعار لعام 2026
كبرى بنوك الاستثمار لا تتفق على رقم واحد بدقة، لكن التوقعات تتمحور حول نطاق محدد:
بنك HSBC يتوقع وصول الذهب إلى 5000 دولار في النصف الأول من 2026، مع متوسط سنوي قدره 4600 دولار. البنك يستند على استمرار المخاطر الجيوسياسية والطلب الاستثماري الجديد.
بنك أوف أمريكا رفع مستهدفه إلى 5000 دولار كذروة محتملة، مع متوسط 4400 دولار للعام، لكنه حذّر من تصحيحات قصيرة الأجل محتملة عند جني الأرباح.
غولدمان ساكس عدّل توقعاته إلى 4900 دولار للأوقية، معتمداً على تدفقات قوية إلى صناديق الذهب المتداولة واستمرار عمليات شراء البنوك المركزية.
بنك جيه بي مورغان يتوقع وصول الأسعار إلى حوالي 5055 دولار بحلول منتصف 2026.
النطاق الأكثر تكراراً بين المحللين يمتد بين 4800 و5000 دولار كقمة محتملة، مع متوسط سنوي بين 4200 و4800 دولار.
المسارات البديلة والمخاطر
سيناريو التصحيح
بنك HSBC حذّر من احتمال تصحيح هابط قد يستهدف 4200 دولار في النصف الثاني من 2026 إذا بدأ المستثمرون جني الأرباح، لكنه استبعد هبوطاً دون 3800 دولار إلا في حالة صدمة اقتصادية كبرى.
اختبار المصداقية السعرية
غولدمان ساكس أشارت إلى أن استمرار الأسعار فوق 4800 دولار قد يضع السوق أمام تحديات تتعلق بضعف الطلب الصناعي الحقيقي.
دعم تكنولوجي قوي
محللو جيه بي مورغان ودويتشه بنك يجمعان على أن المعدن الأصفر دخل منطقة سعرية جديدة يصعب كسرها للأسفل بسبب تحول استراتيجي عميق في نظرة المستثمرين إليه كأصل طويل الأجل.
توقعات أسعار الذهب الإقليمية
في مصر، توقعات الأسعار تشير إلى احتمالية وصول السعر إلى حوالي 522,580 جنيهاً مصرياً للأوقية بحلول 2026، أي بارتفاع 158% عن مستويات الأسعار الحالية.
في السعودية، إذا تحقق السيناريو الطموح بوصول الذهب إلى 5000 دولار للأوقية، فقد يعادل ذلك حوالي 18,750 إلى 19,000 ريال سعودي بسعر صرف ثابت.
في الإمارات، الترجمة المماثلة قد توصل إلى نطاق 18,375 إلى 19,000 درهم إماراتي للأوقية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه التوقعات تعتمد على استقرار أسعار الصرف واستمرار الطلب العالمي.
التحليل التقني للصورة القصيرة
على الإطار اليومي، يُظهر الذهب دعماً قوياً عند 4000 دولار. كسر هذا المستوى بإغلاق يومي واضح قد يستهدف 3800 دولار (مستوى 50% من تصحيح فيبوناتشي).
من الأعلى، 4200 دولار يمثل أول مقاومة، وكسره يفتح الطريق نحو 4400 دولار ثم 4680 دولار.
مؤشر القوة النسبية (RSI) يستقر عند 50، مشيراً إلى حالة حياد تام في السوق دون ميل واضح. مؤشر MACD يبقى فوق الصفر، ما يؤكد الاتجاه الصعودي العام.
التوقع التقني يميل نحو استمرار التداول في نطاق عرضي مائل للصعود بين 4000 و4220 دولار على المدى القريب، مع الحفاظ على الصورة الإيجابية طالما ظل السعر فوق خط الاتجاه الرئيسي.
الخلاصة
سعر الذهب في 2026 سيعتمد على توازن دقيق بين عوامل متعددة. استمرار الضعف النسبي للدولار، انخفاض العوائد الحقيقية، والشراء المستمر من البنوك المركزية كلها عوامل تدعم الارتفاع المستهدف نحو 5000 دولار. لكن احتمالات تحقق التضخم وعودة الثقة للأسواق قد تحول دون الوصول إلى تلك المستويات الطموحة، مما قد يحصر الأسعار في نطاق أقل طموحاً.