قبيل قرار سعر الفائدة لبنك اليابان في 18-19 ديسمبر، سوق الكريبتو يهتز بتصفية بقيمة US$643 مليون

مع اقتراب قرار سعر الفائدة الهام لبنك اليابان (BOJ) في 18-19 ديسمبر القادم، شهد سوق العملات الرقمية موجة تصفية ضخمة بقيمة حوالي US$643 مليون في 1 ديسمبر.

وفقًا لبيانات منصة prediction market، يرى المتعاملون في السوق الآن أن احتمالية رفع سعر الفائدة من قبل BOJ تبلغ 57% في اجتماع هذا الشهر، بعد سلسلة من الإشارات المتشددة من محافظ BOJ، كازو أويدا. حاليًا، يتراوح سعر الفائدة الرئيسي لـ BOJ حول 0.5%.

التصفية القسرية تصل إلى US$643 مليون

تُظهر البيانات أن التصفية القسرية للمراكز في العملات الرقمية بلغت حوالي US$643 مليون في 1 ديسمبر. خلال هذه الفترة، تأثر 218,844 متداولًا بتصفية مراكزهم.

الغالبية العظمى ممن تم تصفيتهم كانوا في مراكز شراء (رهان على ارتفاع السعر) بقيمة تقارب US$567 مليون. في المقابل، كانت مراكز بيع (رهان على انخفاض السعر) بقيمة تقارب US$69 مليون فقط.

كان البيتكوين هو الأصل الأكثر تضررًا مع تصفية بحوالي US$186 مليون، يليه الإيثريوم بحوالي US$138 مليون. ويُظهر هذا النمط أن معظم المتعاملين في السوق كانوا يراهنون على استمرار ارتفاع أسعار العملات الرقمية عندما جاء الضغط البيعي بشكل مفاجئ.

عوائد السندات اليابانية الأعلى منذ 2008

يربط المتعاملون في السوق هذا الاضطراب في العملات الرقمية بتغير التوقعات حول السياسة النقدية اليابانية. فقد قفز عائد (yield) السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات إلى حوالي 1.86% في 1 ديسمبر، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2008.

ويعكس هذا الارتفاع في العائد قلق السوق من أن بنك اليابان يقترب أكثر من تبني سياسة نقدية أكثر تشددًا بعد سنوات من السياسات فائقة التيسير.

وفي خطابه أمام رجال الأعمال في ناغويا بتاريخ 1 ديسمبر، صرح المحافظ كازو أويدا بأن بنك اليابان “يعمل بنشاط على جمع المعلومات حول موقف الشركات من رفع الأجور” قبيل اجتماع 18-19 ديسمبر. وتُعتبر هذه التصريحات إشارة إلى أن البنك المركزي يفتح المجال لمزيد من التشديد إذا تصاعدت ضغوط الأجور والتضخم.

كان بنك اليابان قد رفع سعر الفائدة الرئيسي سابقًا من 0.25% إلى 0.5% في يناير، لذا فإن أي رفع محتمل في ديسمبر سيكون الثاني له هذا العام.

تجارة الكاري بالين مهددة

احتمالية رفع أسعار الفائدة في اليابان تضغط أيضًا على استراتيجية استثمارية شهيرة تُعرف باسم تجارة الكاري بالين. لسنوات، كان المستثمرون العالميون يقترضون الين بأسعار فائدة منخفضة جدًا ثم يضخونه في أصول ذات عوائد أعلى مثل الأسهم الأمريكية والسندات الأوروبية وحتى العملات الرقمية.

إذا ارتفعت أسعار الفائدة في اليابان وقوي الين، تصبح هذه الاستراتيجية أقل جاذبية. وسيضطر المستثمرون إلى إغلاق مراكزهم الممولة بالين، مما قد يُشعل موجة بيع في مختلف فئات الأصول، بما فيها العملات الرقمية.

سجل سعر الصرف USD/JPY حوالي 156.58 في 21 نوفمبر. وتُظهر التجارب السابقة أنه عندما يقترب السعر من 160 ين مقابل الدولار، غالبًا ما تدرس السلطات اليابانية التدخل لوقف تدهور العملة. وإذا دفع رفع سعر الفائدة من بنك اليابان الين إلى مزيد من القوة، فقد يتزايد الضغط لإغلاق تجارة الكاري، مما يشعل موجة تصفيات إضافية في الأسواق عالية المخاطر وذات الرافعة المالية مثل العملات الرقمية.

احتمالية رفع الفائدة من بنك اليابان

في أسواق المشتقات ومنصات prediction market، أصبح المتعاملون الآن يضعون في الحسبان سيناريو رفع سعر الفائدة من بنك اليابان بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر باعتباره الاحتمال الأكثر ترجيحًا مقارنة بعدم تغيير السياسة.

بعد خطاب أويدا في 1 ديسمبر، ارتفعت احتمالية رفع سعر الفائدة من حوالي 50% إلى 57%. في المقابل، تقدر فرص إبقاء البنك على سعر الفائدة عند 0.5% بحوالي 40%.

وتُعد التطورات قبيل اجتماع بنك اليابان في 18-19 ديسمبر الآن من العوامل الرئيسية التي يراقبها المتعاملون في الأسواق العالمية. إذ أن أي إشارة جديدة تتعلق بسياسة أسعار الفائدة اليابانية قد تُشعل تقلبات إضافية، ليس فقط في أسواق السندات والعملات، بل أيضًا في سوق العملات الرقمية الذي تهيمن عليه المراكز ذات الرافعة المالية.